اما في العصور الاسلامية فقد وجد في معظم القرى العربية معصرة زيتون و طاحونة للدقيق واستخدم الفلاحون الطواحين(الارحية) في طحن حبوبهم، فينقل الفلاح حبوبه على دابته الى الطاحونة- والمدة التي يقضيها في الطاحونة منتظرا دوره، كانت فرصة له يلتقي باصدقائه القريبين و البعيدين، اما القوة الرئيسية المحركة فكانت البهائم.
وخلال القرنين الماضيين و حتى مطلع هذا القرن، كان الماء هو القوة الرئيسية المحركة للطواحين وذلك بسبب جريان الماء في معظم ايام السنة بالاضافة الى قوة انحدار الماء و ذلك لطبيعة البلاد الجبلية بينما نجد ان الحيوان والانسان هي القوة الرئيسية للطواحين في اواسط البلاد وجنوبها.
فاذا تجولنا في الشمال نجد ان آثار وبقايا طواحين الماء لا تزال شاهدا على كثرة استعمالها في تلك المناطق .
كما نرى ان استعمال الماء كقوة محركة للطواحين يمتد الى مناطق عدة , وقد تناول اساتذة التكنولوجيا هذا النوع من الطواحين بالتفصيل وبينوا ان الطوربينة في بلادنا كانت افقية الوضع وهي تختلف عن دواليب اوروبا العامودية والتي خسرت كثيرا من قدرتها عند تحريكها للطاحونة. واذا اتجهنا الى الجنوب فان الاعتماد على قوة الماء ياخذ بالتناقص حتى ينعدم في جنوبي البلاد بينما يزداد الاعتماد على قوة الحيوان في عملية الطحن، فاذا تجولنا في الجنوب فاننا من النادر ان نرى آثار وبقايا مطاحن الماء.
ونظرا لطول الوقت الذي سينتظره الشخص حتى ياتي دوره في الطحن، كذلك لطول المسافة التي يقطعها حتى يصل الى الطاحونة، ثم الحالات الاضطرارية في الحاجة الى طحين، كل هذه الامور دعت ان يكون في كل دار طاحونة تدار باليد كما سبق ان ذكرنا اذ كان من النادر ان يخلو بيت من طاحونة يدوية يدوية كبيرة للطحن الناعم، او صغيرة مجرشة للطحن الخشن (الرحى) واذا كان استعمال الطاحونة اليدوية لطحن الحبوب قد انعدم الا اننا لا زلنا نستعمل (المجرشة) حتى اليوم في جرش الفريكة، العدس، والكرسنة، والجلبانة، والذرة، والقمح للسميد.
وسعيدي ع.ك
Nessun commento:
Posta un commento